كيفية إبطال السحر بالطرق الشرعية وبآيات القرآن

الطرق الشرعية الصحيحة لإبطال السحر بشتى أنواعه بإذن الله تعالى
أولاً : الرقية الشرعية:
الرقية الشرعية هى من أعظم العلاجات الروحانية التي تزيل بإذن الله آثار السحر من جسم الانسان، وهناك بعض الايات القرانية والسور المختصة لذلك نظرا لتأثير كلماتها المباركة على نفس الجن والشيطان.
ثانياً : قيام الليل وكثرة ذكر الله :
حيث من أنفع العلاجات الروحانية المؤثرة على الجن والشيطان هو الذكر الكثير وخاصة قيام الليل والناس نيام، وأن في جوف الليل ساعة مستجابة – وكذلك قراءة القران في الليل ووقت الفجر يكون مشهودا من الملائكة العلويين – لذلك فإن التعبد والاكثار من الذكر ليللا هو من أقوى العلاجات المؤثرة على الارواح الخبيثة بإذن الله
إن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى من المبتلى بالأمراض والأسقام خاصة تلك التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد وما لها من تأثيرات خطيرة ، هو لجوء عبد مضطر إلى رحمة خالقه سبحانه وتعالى ، وهو عز وجل قريب من عبده يسمع مناجاته وتضرعه
إن قراءة سورة البقرة في قيام الليل له نفع وتأثير في علاج الأمراض الروحية خاصة السحر والمس واللبس وما شابه من التأثيرات الروحانية لما ثبت من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – آنف الذكر
الاستخدامات المباحة بعيدا عن الشعوذة وما شابه :
فإن الاستحمام بالماء الفاتر الطاهر : ومما جاء في علاج السحر ما ذكره ابن كثير في تفسيره حيث قال : (أخبرنا أبو جعفر الرازي عن ليث وهو ابن أبي سليم قال : بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور 0
والايات القرانية هى كالتالي تقرأ مرة واحدة او ثلاث مرات على الماء
( فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) (من سورة يونس – الآية 79 ، 82 ) 0
( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) (من سورة الأعراف – الآية 118 ، 122 ) 0
( وَأَلْقِ مَـا فِى يَمِينِـكَ تَلْقـَفْ مَـا صَنَعُــوا إِنَّمَــا صَنَعُــوا كَيْــدُ سَاحِــرٍ وَلا يُفْلِــحُ السَّاحِـرُ حَيْثُ أَتَى ) ( من سورة طه – الآية 65 ، 69 ) ( كتاب تفسير القرآن العظيم – 2 / 428 ) 0
وهنا لا بأس بعد قراءة ما ذكر في الماء أن يشرب منه بعض الشيء ويغتسل بالباقي ، وبذلك يزول الداء بإذن الله تعالى 0
تمر عجوة المدينة : للوقاية من السحر يستخدم سبع عجوات أو تمرات من تمر المدينة ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، فقد ثبت من حديث عامر بن سعد عن أبيه – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) وقال غيره " سبع تمرات " ) ( متفق عليه
قال الخطابي :( كون العجوة تنفع من السم والسحر ، إنما هو ببركة دعوة النبي e لتمر المدينة ، لا لخاصية في التمر ) ( فتح الباري – 10 / 239 )
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - : ( الصواب أنه علاج مستمر إلى يوم القيامة لإطلاق الحديث الشريف حديث سعد المذكور ، والصواب أيضا أن ذلك ليس خاصا بالعجوة بل يعم جميع تمر المدينة لقوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم : " مما بين لابتيها " والله ولي التوفيق ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 173 )
قال فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان – حفظه الله - : ( وإن تيسر التصبّح بسبع تمرات من تمر العجوة فهذا سبب شرعي وحصن حصين من كل ساحر مريد ، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عامر بن سعد عن سعد – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من تصبح بسبع تمرات من تمر العجوة لم يصبه سم ولا سحر " ( متفق عليه ) 0 وقد اشترط كثير من أهل العلم في التمر أن يكون من العجوة على ما جاء في الخبر ، ولكن ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن لفظ العجوة خرج مخرج الغالب فلو تصبّح بغير تمر العجوة نفع ، وهذا قول قوي وإن كنت أقول إن تمر العجوة أكثر نفعاً وتأثيراً إلاّ أن هذا لا يمنع التأثير في غيره ) ( نشرة لفضيلة الشيخ بتاريخ 21 / 1 / 1417 هـ – ص 3 )
والذي أراه في هذه المسألة أن المنفعة والفائدة باقية في تمر العجوة خاصة وتمر المدينة عامة إلى قيام الساعة ، وأن ذلك ليس مخصوصا بزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بتمر العجوة عما سواه ، مع أن الخبرة والتجربة العملية في هذا الميدان أكدت بما لا يدع مجالا للشك تأثير تمر العجوة على السحر خاصة والمنفعة العظيمة له قبل أو بعد وقوعه ، وهذا ما ذهب إليه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – والله تعالى أعلم
استخدام السدر : ذكر ثلة من أهل العلم منفعة استخدام السدر كعلاج فعال للسحر بإذن الله سبحانه وتعالى
قال الحافظ بن حجر في الفتح :( وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) ( فتح الباري - 10 / 233 ) 0
القواقل : ( السور التي تبدأ بـ ( قل ) وهي : الجن ، الكافرون ، والإخلاص ، الفلق ، والناس )
ذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله تعالى - أن علاج السحر بعد وقوعه وهو علاج نافع - بإذن الله - للرجل إذا حبس عن جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي و( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ )و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ) ( 117 ، 119 ) والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه : } وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِى بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ( 79 ، 82 ) ، والآيات في سورة طه : } قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى*وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) ( 65 ، 69 ) وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ) ( مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 3 / 279 - 280
ويقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين :( وكذا رقيت على بعض الأقارب أو الأحباب الذين حبسوا عن نسائهم ، بما ذكره ابن كثير من ورقات السدر ، وقراءة الآيات التي ذكرها ، فوقع الشفاء بإذن الله ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 606 )
علما بأن استخدام ماء السدر بالكيفية المشار إليها خاصة في علاج المربوط عن أهله قد أفاد فائدة عظيمة بفضل الله عز وجل ، وكثير من المعالجين يعلم هذه الحقيقة ، وهذا لا يعني اقتصار الفائدة المرجوة على هذا الجانب فحسب فيمكن أن يستخدم للمصروع والمعيون والمسحور بشكل عام – هذا ومن عند الله الشفاء والتوكل عليه وحسن الظن في الاستجابة هى أصل العلاج ذاته.

تعليقات